You are using an outdated browser. For a faster, safer browsing experience, upgrade for free today.

الشلل الدماغي عند الأطفال

الشلل الدماغي عند الأطفال

تعريف الشلل الدماغي:
الشلل الدماغي هو مرض مكتسب و ليس وراثي، يحدث بسبب إصابة الطفل إما قبل الولادة، أثناء الولادة أو الشهور الأولى بعد الولادة مباشرةً، و ينتج عنه إعاقة حركية و قد يعقبها إعاقة ذهنية. و يتميز الشلل الدماغي بثباته و استقرار الحالة، مما يعني عدم تطوره و لكن آثاره دائمة مع الطفل طوال سنين عمره، و عادة ما يشمل ضعف في التنسيق، تصلب و ضعف في العضلات، صعوبة في البلع أو الكلام و وجود رعشة.

أسباب الشلل الدماغي:
1- ما قبل الولادة: 
قد يحدث الشلل الدماغي بسبب بعض الأسباب في فترة ما قبل الولادة و منها؛ 
- الافتقار للمتابعة أثناء الحمل. 
- تعرض الأم لبعض الفيروسات مثل الحصبة الألماني. 
- التعرض لإشعاع. 
- الخضوع لعلاج غير ملائم. 
- ارتفاع شديد في ضغط الدم، ليؤثر على كمية الأكسجين و كمية الدم التي تصل إلى الجنين.

2-  أثناء الولادة: 
قد يحدث الشلل الدماغي نتيجة نقص الأكسجين أثناء الولادات المتعثرة، و من علامات ذلك؛ 
- زرقان الطفل.
- تأخر الصرخة الأولى.
- الاحتياج إلى حضّانة.
- مشاكل رئوية و مشاكل في التنفس.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- حدوث تشنجات.

3- بعد الولادة: 
الشلل الدماغي قد يصيب الطفل بعد الولادة بسبب؛ 
- ارتفاع شديد في نسبة الصفراء.
- حدوث صدمات بالرأس، في السنوات الأولى من سنتين إلى 3 سنوات. 
- حدوث ميكروب في الجهاز العصبي مما قد يؤدي إلى الالتهاب السحائي أو الحمى الشوكية أو الإصابة بفيروس في المخ، و من الأعراض المصاحبة للميكروب؛ الحمى و اضطراب في مستوى الوعي. يتم التأكد من التشخيص عن طريق إجراء بذل من الظهر لأخذ عينة من السائل الشوكي.
يؤثر الالتهاب السحائي على الوظائف الحركية و الذهنية للطفل، و قد يحدث تراجع لمهارات تم اكتسابها قبل العدوى و يفقدها الطفل؛ مثل القدرة على الحركة أو النطق.

أشكال الشلل الدماغي:
1- شلل رباعي أو شلل تام: هو أكثر الأنواع شيوعاً و هو شلل في الأطراف الأربعة و غالباً يصاحبه إعاقة ذهنية، و ينقسم إلى نوعين:
- الشلل الرباعي الرخو: حيث يعاني الطفل من ارتخاء العضلات.
- الشلل الرباعي المتوتر: حيث يعاني الطفل من توتر زائد في العضلات.
2- شلل نصفي سفلي: يحدث الشلل في الطرفين السفليين فقط و غالباً لا يصاحبه إعاقة ذهنية بل يكون الطفل قادراً على الكلام، الفهم، الاستيعاب و مثل تلك الحالات تتمتع بمعدل ذكاء طبيعي.
3- شلل نصفي جانبي: الشلل يؤثر على نصف الجسم سواء النصف الأيمن أو الأيسر، و قد يصاحبه إعاقة ذهنية.
4- شلل مصحوب بحركات لا إرادية: تعوقه عن الحركة، و هذا النوع يكون غير مصحوب بإعاقة ذهنية، مما يعني طبيعة الوعي، التركيز و الإدراك. 

تشخيص الشلل الدماغي:
الاكتشاف المبكر يساعد كثيراً في تحسين نتيجة خطة العلاج. و يبدأ التشخيص بعدة خطوات:
1- ملاحظة الأم مهمة : إدراك الأم لمراحل نمو الطفل الطبيعية، الذهنية و الحركية على حد سواء. 
2- التوجه لطبيب ذو وعي و دراية الفرق بين الشلل الدماغي و الأمراض الوراثية.
3-أخذ تاريخ مرضي واضح و مفصل يدل على ولادة متعثرة و البحث عن علامات نقص الأكسجين كما ذكرنا من قبل، و يتم ذلك بأخذ تفاصيل الولادة من الأبوين، سواء قبل أو أثناء أو بعد الولادة. 
4- إجراء مجموعة من الفحوصات على رأسها أشعة الرنين المغناطيسي على المخ. 
5- إجراء بعض التحاليل الوراثية إذا تشكك الطبيب في وجود مرض وراثي، بسبب عدم وجود أي أسباب أو مشاكل في التاريخ الطبي للولادة. 

ملحوظة: يجب التمييز بين الشلل الدماغي و الأمراض الوراثية لتشابه الأعراض، هذا لإجابة أهم سؤال يراود فكر الأم في مدى إمكانية حملها مرة أخرى لطفل طبيعي.


الخطط العلاجية للشلل الدماغي:
الهدف من العلاج هو الوصول لأقصى تحسن حركي و ذهني ممكن  للطفل، و ذلك عن طريق عدة أساليب منها:

العلاج الطبيعي:
العلاج الطبيعي يعد خط العلاج الأول و ينصح بالعلاج الطبيعي بشكل مكثف و يومي من ساعتين إلى ثلاث ساعات في مركز متخصص للأطفال. العلاج الطبيعي يضمن تحسن توازن الطفل و مرونته.

العلاجات الدوائية:
العلاجات الدوائية لحالات الشلل الدماغي من شأنها تحسين الوظائف الذهنية و المعرفية و الحركية، مثال لذلك:
- الأدوية الباسطة للعضلات في حالات الشلل الرباعي المتيبس بجرعات معينة، يتيح مراعاة أفضل للطفل من قبل الأم و مساعدة دكتور العلاج الطبيعي لعلاجه بشكل أفضل.
- أدوية لتحسين الانتباه و التركيز و الوعي و الأدراك.
- أدوية تنظيم الكهرباء في حالات وجود بؤرة كهربية في المخ التي تسبب تشنجات.

التخاطب و تنمية المهارات و القدرات: 
جلسات التخاطب و تنمية المهارات و القدرات لها أهمية كبيرة و دوراً فعال في تحسين حالات الشلل الدماغي المصحوبة بالإعاقة الذهنية. و ذلك لأن تلك الجلسات تعمل على تحسين استيعاب الطفل و قدرته على النطق و التكلم.

الحقن بالبوتكس:
الحقن بالبوتكس (Botulinum Toxin) في حالات الشلل الدماغي المصاحب بالتيبس الشديد، حيث يحقن البوتكس موضعياُ في العضلة، و يعمل على ارتخاء العضلات لتحسين وظيفة العضلة و للمساعدة في جلسات العلاج الطبيعي.

العلاج بالأكسجين:
ينطوي هذا النوع من العلاجات على استخدام الأكسجين تحت الضغط لضمان زيادة نسبة الأكسجين الذائب في الدم التي تعمل على تحفيز المخ و التخلص من المواد الضارة المتراكمة.

العلاج مع أخصائي العظام:
- تطويل أو نقل الأوتار.
- اللجوء إلى استخدام الجبيرة أو الجبس لفك التقلص الشديد في العضلات.

العلاج بالخلايا الجذعية:
تجربة الخلايا الجذعية تجربة جديدة و ما زال العلاج بها في إطار التجربة العلمية و لم يتم الاعتراف به على مستوى العالم. و قد أبدى فاعليته مع بعض الأطفال.

حيث قام الأستاذ الدكتور عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب موضوع الدكتوراه سنة 2010 في جامعة القاهرة على علاج الشلل الدماغي للأطفال باستخدام الخلايا الجذعية و تم نشره في العديد من المجلات العالمية و له صدى جيد، و قد أجرى البحث على أكثر من 30 طفل.

الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة لم تتشكل بعد، و لها القدرة على التشكل و التحور إلى خلايا أخرى، و هي خلايا موجودة طبيعياً في أماكن معينة في الجسم و أحد هذه الأماكن هو النخاع العظمي.

يتم الإجراء تحت تأثير التخدير الموضعي نظراً لقصر مدة الإجراء، حيث لا يتعدى 10 دقائق. يتم خلالها البزل القطني و فصل الخلايا الجذعية من نخاع الطفل، ثم إعادة حقنها في العمود الفقري مرة أخرى لكي تصل للجهاز العصبي ثم إلى المخ عن طريق السائل الشوكي. هناك نظريتان حول كيفية أداء عملها: 
- تتعرف على الأماكن التي حدث فيها ضمور في المخ و تبدأ في التحور لخلايا عصبية مماثلة لخلايا المخ العصبية.
- تحاول تحسين وظائف الخلايا العصبية الموجودة بالفعل.

طرق الوقاية و نصائح للأسرة لتجنب الشلل الدماغي:
1- متابعة أثناء الحمل مع طبيب نساء متخصص، له القدرة على تدارك أي مضاعفات التي قد تطرأ على الأم أثناء الحمل. 
2- الولادة في مستشفيات و مراكز متخصصة و مجهزة بتجهيزات كاملة لمنع مشاكل الولادة و نقص الأكسجين أثناء الولادة.
3- متابعة الطفل الدقيقة و الدراية الكاملة للمراحل التطور الطبيعية، الحركية و الذهنية.
4- سرعة التوجه لطبيب المخ و الأعصاب، إذا كان الطفل لا ينمو بالمعدل الطبيعي و تأخر في اكتساب أيًا من المهارات الحركية و المهارات المعرفية، لمعرفة سبب التأخر.


نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالشلل الدماغي:
1- الاهتمام بالطفل و تقديم الدعم و الرعاية الطبية الكاملة له بالمتابعة مع دكتور مخ و أعصاب، دكتور علاج طبيعي، الاهتمام بجلسات تنمية المهارات و القدرات و جلسات التخاطب لتحسين الوظائف الذهنية و الحركية للطفل.
2- توفير المناخ المناسب للطفل لتحسينه، و يشمل ذلك توفير الأجهزة الحركية و الأجهزة التعويضية التي تمكنه من الاعتماد على نفسه.
3- لا نشعر الطفل باختلافه عن الآخرين حتى لا يشعر بإعاقته الذهنية أو الحركية. بل محاولة إدماجه مع أقرانه في مثل السن كلما أمكن.

خدمة الزيارات المنزلية هي حلك الأمثل إذا كنت تعاني من وجود صعوبة في الوصول لعيادة أستاذ دكتور عمرو حسن الحسني، و لمعرفة كافة التفاصيل عن الخدمة أضغط هنا .

خدمة الكشف عبر الفيديو كول هي حلك الأمثل إذا كنت متواجد خارج مصر و في احتياج لاستشارة أستاذ دكتور عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب الباطني، و لمعرفة كافة التفاصيل عن الخدمة أضغط هنا.

موضوعات ذات صلة: